من بين كل هذا العالم لم اختارني أنا؟ هل أنا الوحيد أم حصل لغيري ما حصل لي أنا؟
أمي / أبي أنا اصرخ ألف صرخه لم لا تسمعونني؟ ألم تلاحظوا انطوائي وإنعزالي عن أقراني؟ ألم تلاحظوا بأني تغيرت ولم أعد أنا؟ مئات المرات نظرت إليكم وفي عيناي ملاحم حزن ملأت سوادها؟ لِم لَم تسألونني ما خطبك يا إبننا؟ .. ما عدت استحمل ضياعي ببركان الأسئلة..
لماذا أنا؟ لماذا أنا؟ سؤال سألته نفسي عدة مرات حتى غدى من اساسيات يومي، ماذا فعلت لأستحق هذا الأمر. صغير مازلت بشرنقتي البريئه الرقيقة فلم لوثت نقائها بقذارة فعلتك وبنجاسة روحك القذرة؟ هل هذا عقاب لشقاوتي أو عدم سماعي لكلام الأهل؟ مضت بي الأيام، فكبرت وكبر معي همي وكبرت الأسئلة وكثرت. "لماذا أنا بالذات؟ لم أخترتني أنا؟ ما المميز فيني؟ لم اخترت هتك طفولتي؟ لم اغتصبتني؟ " كثرت الأسئلة ولم أجد إجابة..أصبحت ذلك الطفل التائه الذي تلطم به طوفان الأيام وتزيده ضلاله. وصلت لطريق مسدود، جسد بلا روح. كم تمنيت في صغري لو كنت احد الابطال الخارقين في مسلسلات الكرتون لكي أنتقم لنفسي ولكل يوم عشته بحسرة, فهو حر طليق يعيش حياته وأنا أتعذب كل يوم.كل ماحاولت لملمة نفسي أهوي مرة تلو الأخرى حتى خارت قواي .. بعدها أدركت أن الصمت يجعلنا نفقد الأمل في التحسن .. لكن بالتحدث وطلب المساعدة من الأشخاص المقربين أستطعت تخطي الأمر و الإيمان بنفسي , وادركت بأنه حزني وقوقعتي لن يفيد بشئ ولن يعيد ماسرقه مني.
وقررت ان لا أصمت بعد الأن بل آن الأوان لأن تصل صرختي وصرخة آلاف من الاطفال غيري لتدير رؤوس من يتجاهلنا, رؤوس من هم في غفلة عنا. لابد وان يلتفت الناس لي ولغيري لكي لا يأتي شخص شخص يسرق ويدمر حياة طفل آخر.لنوقظ مجتمعنا ونعيهم بخطورة الأمر حتى يتدراكوه, ويمنعوا وقوع اطفال اخرين في هذا الوادي المظلم.
No comments:
Post a Comment